Sunday, April 19, 2009

الحمام لا يطير في بريدة





انتهيت من رواية المحيميد"الحمام لا يطير في بريدة"
للوهلة الأولى تظن أن الاحداث تتمحور حول شخصية فهد السفيلاوي ..لكن الكاتب يعود بطريقة الفلاش باك ليتعايش القارئ مع سلالة تتكوّن من ثلاثة أجيال ابتداء بالجد ثم الاب سليمان ثم الابن فهد..حيث تبدأ الاحداث بمشهد القطار وتنتهي به..وبين البداية والنهاية رجوع لماضي عتيق عايش فيه الاب فهد أحداث احتلال الحرم من قِبل جهيمان..وأحداث أخرى مثيرة.،
السؤال الذي يتبادر إلى الذهن عند القارئ.؟
ما مقصد الكاتب من الحمام.؟وما معنى وجود الريشة على الثوب الغامق في الغلاف.!
هناك اسقاطات كثيرة استحضرها الكاتب للحمام والريشة..منها ممارسة الاطفال قديمة هواية صيد الطيور في بريدة باسلحتهم الخفيفة مثل الساكتون..فاسقط صيد الحمام بالسلاح بمحاولة عمّ فهد اتلاف مكبّر الصوت بالساكتون لعدم تقبّل المجتمع القصيمي لذلك الوقت للتقنيات الحديثة واعتبارها بدعا ً من عمِل الشيطان.!
انتقد الكاتب في روايته المجتمع القصيمي بسبب التشدّد في ذلك الوقت والمغالاة في التحريم واعتبر أن بيئتهم كانت مناسبة لتفريخ الارهابيّين ..واعتبر أن الأفق في هذه البلاد قديما وحديثا لا زال غير عالي..وأن البيئة تخنق من يعيش فيها..فلا حرية ولا أجنحة ولا ريش يطير فيها بسبب القيود الاجتماعيّة حسب قوله.،
في الحقيقة أن أكثر ما أعجبني في هذه الرواية فصلها الأول الذي كان قويّا ولم تكن بقيّة الفصول بمثل قوّته واثارته..فصَل فيها معاناة الأب سليمان منذ ولادته وحتى مماته...والصعوبات التي واجهها في التأقلم داخل عائلته والانضمام إلى جماعة الأخوان..والسمعة السيئة التي التصقت به لحظّه السيء منذ ولادته.!
المحيميد في روايته طرق الأبواب الثلاثة:الدين..السياسة..الجنس.!
اختلف معه في كثير من آرائه التي أوردها في الرواية ..نظرته للدين ..والمتدينيين وتصويرهم كأنهم أباليس الا قليلا..ومنه تصوير بيت فهد بعد احتلال عمّه للمنزل بالحزن والكآبة حينما استبدل العم أغاني فيروز بآيات القرآن الكريم.،
مشاهد الجنس احتلت مساحة كبيرة في الرواية..أوغل المحيميد في التفاصيل إلى حدّ التقزز والّنفور.!
بقي أن نقول أن الشخصيّات في الرواية كانت خيّالية عاصرت أحداثا واقعية حدثت في السنين الأخيرة أوردها المحيميد في روايته..أبرزها حادثة احتلال الحرم..و حادثة كلّية اليمامة .،
كانت هذه قراءتي الأولى لأول رواية سعودية ..ولا أخفي أن الأمل قد خاب قليلا بعد الحمام لا يطير في بريدة.!

1 comment:

  1. والله في الحقيقه والواقع يااستاذ فراس

    في العالم عموما وفي السعوديه خوصا اذا تبغى مبيعات الكتاب توصل ل ارقام فلكيه لازم يكون الكاتب من المحاكين للجنس ف اغلب فصول الكتاب

    والدليل على ذلك روايه بنات الرياض للكاتيه رجاء الصانع

    لذلك يا استاذ فراس اتوقع ان الكاتب حط في باله حجم المبيعات ومقياس الربح المادي نصب عينيه ونسي مايمليه عليه ضميره (الميت الحي) من او بالاصح ضيره (الميت الميت) من ان يوصل رساله تساهم في تقويم الشباب بدلا من انحرافهم

    وفي الختام لا يسعني الا ان اقول لكل كاتب

    القلم امانه
    والرساله تصل
    والقراء ف عنقك

    اتوقع ان اجد من الناس من يقول:

    ان المتلقي غالبا مايكون مثقفا وواعيا وسيميز بين التمره والجمره

    ولكن لا ننسى ايضا ان من الناس من هم في تفكير مستمر

    هل الدجاجه من البيضه ام البيضه من الدجاجه

    مع تحيات

    واحد من الناس

    ReplyDelete