Tuesday, May 12, 2009

In The Name Of The Father



دانييل داي لويس مرّة أخرى..وتحفة أخرى يقدمها.!بالاشتراك مع المخرج جيم شريدان..وبعد الرائعة My Left Foot ..يقدمان عملا خرافيا.!لا أقضد بالخرافيّة كميّة الأموال المتدفقة لانتاج العمل أوالكاست المتواجد..بل خرافيّته في الجودة والحافز الرئيسي لتقديم مثل هذا الفيلم الرائع.!
دانييل وجيم..يقدمان عملا أقرب إلى خانة العمل الوطني منه الى الدراما أو الحرب أو الاثارة.!العمل مقدّم ومهدى إلى كل مظلوم في ايرلندا والعالم.!
أحداث الفيلم حقيقيّة مؤلمة..و مقتبسة من سيرة حياة جيري كونلون الشخصية التي يمثلها دانييل داي لويس في الفلم.!
جيري شخص متسكع ظائش لا يعبأ بأحد لا بالعائلة ولا بالمقاومة في ظل الأوضاع الصعبة التي تعيشها بلفاست- ايرلندا ذلك الوقت وتعاضد الأهالي ضد البريطانيين..كان همّه الوحيد هو السرقة.!
تمر الأيّام ويعتقل جيري لاتهامه بالضلوع في أحد التفجيرات التي ذهب ضحيتها بعض الجنود والمدنيّين البريطانيين.!
جيري بريء من التمهة ..بريء من الحرب وأحوالها ..لكنّه يقع ضحية لقانون مكافحة الارهاب الجديد الذي تم تطبيقه في البلاد ذلك الوقت.!
في هذا الفيلم انتقاد أقرب إلى الفضح الشديد للمشرّع البريطاني وقانون مكافحة الارهاب والقضاء ..وتعرية هذه الأنظمة المهترئة الظالمة التي ذهب ضحيتها الكثير من الأبرياء بدعوى مكافحة الارهاب.!
هذا الفيلم وهذه السيرة هي أقل عربون وفاء من المكلوم جيري كونلون لأبيه المظلوم .!في حين ذهب الأب ليدافع عن ابنه المحتجز في السجون وجد نفسه مسجونا ظلما أيضا..وبنفس زنزانة ابنه.!
في هذا الوقت في الزنزانة وطول هذه السنين..تكون العلاقة بين الاب المكلوم والابن الناكر..وتتأرجح بين الشد والجذب..ومهما شاب هذه العلاقة من المشاكل إلا أن الحب والمودة لا تخفى بين الاثنين..حتى للابن الذي يعيش طول هذا الوقت في مرحلة النكران.!
في هذا الفيلم ..الأب هو الوطن..والوطن هو الأب.!باسم الأب سيتحقق العدل..و باسم الأب ستظهر الحقيقة.!
فيلم رائع ومؤثر..خصوصا في مشاهده الأخيرة.!تقييمي :7/10

Monday, May 4, 2009

There Will Be Blood


أصبحت لديّ قناعة تامّة..أن دانيل داي لويس هو أحد العظماء وضمن الصفوة في السينما في هذا الوقت.!دانييل طرق أبواب العالمية وخلّد اسمه مبكرا في الرائعة السينمائيّة My Left Foot..الذي حصد عليه أول جائزة أوسكار في حياته المهنيّة ..قبل أن يحققها مرّة أخرى في There Will Be Blood باستحقاق ودون منازع.،هذا الفيلم كان عن دانييل بلانيفيو لوحده..وعن صراع دانييل مع كل شيء..حتى مع نفسه.!الطمع..الانكار و الحسد ..دانييل بلانيفيو كان صورة للرأسماليّة في أقبح حالاتها ..شخصيّة معقدّة ..بها بعض الخصال الطيّبة...والكثير من الخصال القبيحة.!بول توماس أندرسون...مخرج العمل..كان أشبه بمدرّب كرة القدم..الذي لا يقيّد لاعبه بأي مهام معيّنة..ويطلق يده تماما حتى يبدع ويخرج أفضل ما عنده..وحينما يكون اللاعب دانييل داي لويس..فستدرك تماما..فلا حاجة للقول بأنه كان مارادونا نابولي..حيث أن العمل قائم بدرجة كبيرة على هذا اللاعب..ومقياس نجاح الفيلم أو الفريق معتمد بدرجة كبيرة على نجاح اللاعب أو الممثّل.!

علينا ألا نبخس حق بول توماس..فله حقّ التميّز لاسناد داننيل داي لويس لهذا الدور.!و عموما..لا ننسى فيلمه الرائع في أواخر التسعينات Magnolia ..الذي جمع الاخراج الرائع والقصة المستوحاة الملهمة وكمّية الأداءات التي لا تنسى في هذا الفيلم من توم كروز وهوفمان وجوليان مور و ويليام مايسي.،نعود للفيلم...وأحداث الفيلم مقتبسة من رواية النفط...لكن..الصراع ليس حول النفط..بل يمتد ويشمل النفط ..العائلة والمُعتقد..حيث أن دانييل بلانيفيو لا يؤمن بالكنيسة حيث تبدأ مراحل الجذب والشد طوال الفيلم مع قسيس الكنيسة بول دانو.!

الفيلم غني بالحوارات والاقتباسات الرائعة..ستتملك المشاهد حيرة بعد مشاهدة الفيلم حول شخصية دانييل بلانيفيو رجل النفط...و محاولة فك بعض الطلاسم ..هل كان شرّيرا بالكامل.؟ أم أن حالته وبيئته كانت تستوجب بعض هذا الجشع والنكران.!على العموم..هناك جانب واحد في هذه الشخصية لم يتطرق إليها الفيلم إلا في مشهد واحد..وهذا غير معتاد في هوليوود أبدا..وهذا أكثر ما حيّرني وأثار تساؤلي.!تقييمي للفيلم :9/10